Sunday, June 26, 2011

متى نتخلص من الملك الزعيم




متى نتخلص من الملك الزعيم  , صاحب الجلالة , الامبراطور , الخليفة , امير المؤمنين , القائد الخالد, الثائر من الخيمة
لا نسمع عن هذه الرموز في التاريخ سوى الطغيان و الظلم  و يصبح من كان عادل منهم هو الشذوذ عن القاعدة  و مع ذلك يستمر حكمهم و تستمر الاغلبية بشرية بالايمان بهم و اتعجب من البشرية اذا تفضل دائما شخص واحد ان يحمل هم حكمهم و يلقون كل الاعباء عليه معتقدين انه سيحملها  بدون اي ضمانة انه سيحكم بعدل او انه لن يظلمهم  فماذا يفعل فرد واحد  امام امور الرعايا الكثيرة ..لا شيء يذكر فلقد علمنا التاريخ ان الفرد عندما يحصل على القوة العظمى فانه يطغى و يفكر بنفسه و باسمه و لا يتوانى عن ارتكاب اي فعل لا يضمن له بقائه في السلطة و يجيش الجيوش كي يغزو و يحصل على لقب الغازي و المقاتل و الفاتح و لا يهمه حجم التضحية للوصول الى ما يريد  او يسخر هذه الجيوش لفرض سلطته على شعبه و منهم من يدخل في دوامة اللهو والشراب و الجواري و الشعر و المهرجين و يهمل الواقع الخارجي  لشعبه و عندما ينقصه المال يفرض ضرائب جديدة على شعبه فعندما نوكل امورنا الى  الملك و ننساها و نلتفت الى تجارتنا و ارضنا و اولادنا و لهونا فلا عجب ان يحدث لنا مآسي عبر التاريخ ما فتأت تتكرر بسبب اننا لم نتعلم من اخطائنا والثورة على الملك ليست من تربيتنا و وعلماء السلطان يحرمونها و هنا امر يجب الحديث عنه لانه متصل بما يحدث لنا فتربيتنا الناقصة ليس فيها حب العلم او نصرة الحق و رفع الظلم بل اغلبها تعتمد على الخوف و الارهاب و العصا من الجنة و الانانية و السلبية و انعدام النقاش و الحوار بل كثرة الاوامر والارض اهم من اي شي و المال هو الغاية و السلطان و الملك هو افضل منا لأنه ولد ملك بغض عن النظر عن اي امر اخر يجب توفره في الملك و يجب ان نتحمل الظلم و لا نقاوم بل حتى ان نتشبه بالملك فاذا كان سارقا نسرق و اذا جبارا نتجبر على الضعفاء و نحاول ان نفرض لنا هيبة و سطوة و سمعة تمتد الى الملك ..
هذه بعض اوجه تربيتنا التي جعلتنا عبيد دائما للملك و ورثته , ان نظرية البطل او القائد الذي سوف ينقذنا قد تكون اتت من الانبياء و رسالتهم التي اغلبها سخرها علماء السلطان و الكهنة للسيطرة على الشعب , الانبياء الذين تجري المعجزات على ايديهم و ما لحقهم من اساطير بعد موتهم بل حتى من عاصروهم كلهم حفروا و مازالوا يحفرون في ذاكرة الشعوب مكان في اللاوعي اسمه (المخلص البطل) الخلاص سيكون بيد شخص واحد هو سيكون يشبه  البطل هرقل , المهدي , المسيح  , صلاح الدين , المعتصم , الملك , جمال عبد الناصر , و كل شعب لديه اسطورته او اسم بطل ما محفور في ذاكرته او نبوءة او اسطورة بأن شخص واحد هو من يقودهم الى الخلاص او الحرية او التحرير فقط لانهم لا يؤمنون بانفسهم بانهم لو اجتمعوا و توحدوا لكانوا ذلك الشخص فالكتب السماوية كلها امرت بالوحدة بالقلب و الجسد وعدم التفرق و الامثلة الموجودة في الكتب السماوية عن ذلك لا تحصى سعيا للتاكيد ان الخلاص بالوحدة و ليس بفرد او بطل فلماذا لا نكون ابطالا بالجمع !
ايضا المنافسة على حوز لقب البطل اوالاول او الشخص الهام فكل تلك الانانية و الفردية انما تفرق و تنتج ظلم و فساد , ان الاسباب التي تدفع الشعوب الى تلك النظرية عديدة عددنا منها سابقا و نزيد بان عدم كفاية الوعي و الجهل هما من الاسباب الرئيسية و ناتجهما يكون السلوك السلبي او السلبية عند الشعوب وهو عدم الاكتراث لما يحصل خارج بيتك من اي امور قد تحدث من ظلم و قمع و جرائم و هذه الطامة الكبرى التي دائما يسعى الحكام في تغذيتها للشعوب كي لا تتوحد ضدها (فرق تسد )  و نأتي الى عصرنا و نرى صور الحشود التي تقبل يد الملك و تنحني له و تسجد على صوره و تنزهه من اي اخطاء و حساب هي صور تبعث على الاشمئزاز و النفور و هو نهج متبع من ايام الفراعنة فالتماثيل و الصور و الشعارات و الاعلام الممنهج و الاغاني و الشعر وغيره هي فقط لتكريس صورة الرئيس كأنه كائن افضل من البشر و لديه حكمة تعادل عقول الملايين و له قوة و سلطة سماوية وما تحطيم تمثال صدام الا مثال بسيط بكفر الشعب بما يمثله التمثال و في ليبيا و مصر و سوريا واليمن الحال نفسها حتى قبل ان يقع النظام كانت و ماتزال رموزه تحطم و تمحى بكل غضب ونشوة بما يشبه طقوس التطهر من الدنس و رجم الشيطان و كل الثورات العربية الحالية لديها عدوين الاول معروف الملك و حاشيته المستفيدة من بقائه و الثاني هو العامة التي ترى في السلطان هيبة لها و فخر و شخص يعبد بعد الاله لانها مهمشة الى درجة ليست لها اي هوية فردية او انتمائها بدون هذه الملك و لا ترى نفسها بدون امتداد الملك  مهما كانت افعاله وحشية و لم يكفنا ذلك بل بسبب خذلاننا لانفسنا و خذلان ملوك العرب لشعوبها باتت تتأمل الخلاص في قادة بلدان اخرى  فكلنا شاهدنا محبة العرب العارمة لأوباما (ابو حسين ) و حسبناه انه العادل الذي سيعيد فلسطين لنا على طبق من ذهب فخذلهم اوباما و في الثورة السورية اصبح البعض ينادي ويستنجد بأردوغان و البعض بدا يمضغ في ذهنه فكرة خلافة عثمانية اسلامية جديدة بقيادة اردوغان دون ان ننسى ايضا من ينادي الاقطار العربية المحررة الى الخلافة الاسلامية فهل من المعقول ان نحرر انفسنا بالدماء من الطواغيت كي ننصب واحد بايدينا !؟
ان اعطاء الشعب قوته لفرد واحد هو هدر للقوة و انتحار سياسي و الخلافة الاسلامية كان لها زمانها و انتهت صلاحيتها مع انتهائها ثم من يريد الخلافة اين هو موجود هذا الخليفة العادل و مالذي يؤهله ليكون خليفة ؟ النسب ؟ ام المال ؟ ام ماذا يؤهله لكي نسلمه رقابنا طوال حياته ؟ وهل لديه ضمانة ان ابنه الوريث سيكون عادل؟ ان الحديث في ذلك ليس بحديث عاقل لكن ادرجته للعلة فقط فلم يعد هناك اي مجال لكلمة ( الى الابد ) في قاموس المواطن العربي المحرر, ومن يخاف من التيارات الاسلامية انما يخاف من اجتماع قوة الامة موحدة فالتيارات الاسلامية جزء واسع من الشعب و سيكون لها دور فعال في بناء دولة مدنية تحترم الجميع بدون ان تتنازل عن اي من قيمها او تتعدى على الاطياف الاخرى, ان رئيس اي دولة عربية جديد يجب ان يكون موظف عند الشعب الذي يحكمه ليس ذلك بل اذهب ابعد و اقول انه يجب ان يكون خادم وحاشيته للشعب و ليس الشعب خادما له و لحاشيته و اذا اكتملت هذه الفرصة من الحرية التي تتمتع البلاد العربية المحررة فيها و لم يتم استغلالها من الدول العظمى فستكون نهضة عربية جديدة  تعيد للعرب مكانتهم بين دول العالم و بها نستطيع القول اننا تحررنا من الاستعمار العثماني و الاستعمار الاوربي اخيرا . باختصار لا نريد بطلا يستعبدنا ببطولاته الحقيقية كانت او الدنكشوتية انما نريد شعبا كله ابطالا و خدم لهم في الرئاسة و الوزارات تسير و تيسر لهم حياتهم اليومية .


No comments:

Post a Comment