Sunday, June 5, 2011

اضاحي و نكسة جديدة و كل عام وانتم



اضاحي و نكسة جديدة و كل عام وانتم

من يقع مرتين في الحفرة ذاتها يوصف يوصف بالاحمق و اليوم في الجولان لم تكن اسرئيل حمقاء و لم يكن شباب فلسطين سذج بل من ظن ان احد ما سوف يخدع بما حدث في النكبة الماضية منذ ثلاث اسابيع الا و هو النظام السوري الفذ , اسرائيل سدت ثغراتها و كثفت امنها بينما في القنيطرة وجدنا خنادق جديدة .. الاحمق من ارسل شباب فلسطين و الجولان عزل الى حدود مسلحة و هو يراقب بكل برودة اعتدنها المذبحة التي سوف تحصل ارسلهم اضاحي طاهرة كي يثبت للعالم و للمرة الثانية و في اقل من شهر انه يمتلك الورقة الاقوى في المنطقة العربية و هي بدون شك أمن اسرئيل و في مفارقة كاريكاتورية كئيبة وجه دباباته و سلاحه الى المظاهرات السلمية لشعبه و ارسل مظاهرات سلمية الى الدبابات الصهيونية في مشهدين متشابهان مختلفان ينتهي كلاهما بموت شعبه و انتصار الدبابة , انه ليس من المفارقة ايضا ان يهاجم النظام شعبه فورا حين هتفوا عبارة " الشعب يريد اسقاط النظام " و في الوقت نفسه يحتفظ منذ عشرات السنين بحقوق الرد على العشرات من الهجمات و الانتهاكات الاسرائيلية و الخسائر البشرية و المالية و اللوجستية ..هذه ليست مفارقة مضحكة مبكية هستيرية بل هي سياسة هذا النظام الجبان خارجيا  لكي لا يخسر الورقة الوحيدة التي تعمي المجتمع الدولي عن دكتاتوريته و ممارسته الوحشية على شعبه طوال عقود ..لقد سقط اليوم القناع الالف للمقاومة و الممانعة حين دخلت الجرافات الاسرائيلية سابقا الى الحدود السورية و حفرت خندقا لا يقل عن 100 متر في العمق السوري و بعرضه اكثر بمرتين و زرعت الاسلاك الشائكة  مقتطعة بذلك جزء جديد من الاراضي السورية " المحررة " و كل ذلك تم تحت سمع و نظر النظام المقاوم و لم يكتفوا بذلك بل شاهد العالم خرق الهدنة باطلاق الرصاص الحي و القنابل المسيلة للدموع من طرف المحتل بدون ان يصدر نظامنا اي تنديد او وعود بالرد فقط لذر الرماد في عيون شعبه المستغفل و الذي تابع التلفاز الرسمي ليرى المذيعة المبتسمة تحتسي القهوة مع ضيوفها الكثر و على الجانب صور مباشرة من الجولان و كل قليل تقرير قصير عن اعداد الضحايا و كانها تعلم مسبقا بما سوف يحدث فلا يظهر عليها الحزن او التأثر فيما كانت المحطات الاخبارية في بث مباشر من قلب الحدث و من عدة زوايا و مراسلين و معلقين و مسؤولين يبررون من جانب المحتل انه لهم الحق بالدفاع عن حدودهم بأي وسيلة ..اذا كنت افتعلت هذه الاحداث الا تغطيها بطريقة تري العالم وجهة نظرك الصحيحة ؟؟
المشهد كان مؤلم و لآاحد يلوم ذهاب شباب فلسطين و الجولان مع علمهم بما سوف يحدث هناك و الخطورة الكبيرة على حياتهم لكنهم اصحاب قضايا مصيرية و حق لا يموت و ضف على ذلك شعورهم و بلاد العرب حولهم تتحرر من محتليها المحليين و ارضهم مسلوبة بتواطئ عالمي ..لا الومهم ابدا و هم المحتجزون في سجن سوريا الكبير و هذه من الفرصة القليلة كي يروا حدود بلادهم لكن رغم ذلك ارى ان المظاهرات كانت اقرب الى مهمة انتحارية منها الى سلمية و لو افترضنا جدلا ان هؤلاء 400 شخص الذين جرحوا و 25 الذين استشهدوا كان مزودين باسلحة لكان الموقف فيه بعض من العدل و تكافأ فرص و لكان المشهد تغير تمام و لرأينا خسائر كبيرة في اعداد بني صهيون .. ما رأيناه اليوم هو شجاعة الشباب و خساسة النظام في هدر دماء الجميع محاولا توجيه الراي العالمي و الداخلي عن مجازره في حماة و جسرالشغور و الاخرى المستمرة في مناطق اخرى محاولا ان يكسب الوقت مثل المحكوم بالاعدام و مازال يقدم اسئناف مرارا و تكرار باسباب واهية لتأجيل اعدامه المحتم ..سقوطه المحتم ..و هنا يجب ان اعزي شهداء شباب فلسطين و الجولان و اعزي نفسي و الشعب السوري بارضنا التي احتلت جديدا و التي على اغلب تم بيعها فيما يشبه النكسة القديمة الجديدة لنا ...