Tuesday, June 14, 2011

حكمة القرود




حكمة القرود
كان يا مكان في قديم الزمان قرية صغيرة تقع في غابة و بتلك القرية و في احد البيوت الصغيرة اجتمع والد و اثنين من اذكى ابنائه ..و اراد ان يعلمهما حكمة الاجداد قبل ان يموت فاعطى احدهم عود و طلب منه ان يعزف عليه فرفض الاول و اعتذر الثاني فقال الاب : لا بأس ..ثم اعطاهم غصن صغير و طلب منهم ان يكسروه ففعلوا ذلك بسهولة ..فسكت الاب برهة فقفز الابن الاول و قال : هلا انتهينا من هذا التخريف ! كل مرة بتجمعنا و بتعمل نفس الفصل و بتسكت و بتشرد و احيانا بتنام على القاعد و بعدين بتقوم و بتقلنا ليش قاعدين هون !فقال لهم العجوز : قرد ولا حيوان اقعود و اسمع و خليني كفي ..ثم امسك حزمة من الاغصان و طلب منهم ان يحاولا كسرها فلم يستطع الاول و لم يستطع الثاني ..فابتسم و قال لهما ان الغصن الوحيد غصن ضعيف و انما القوة في الجماعة لذلك اتركوا الغاب و اذهبوا .. ثم طلب منهما ايصال هذا الحطب الى ام حيدر فتنهد الاول حسرة و لطم نفسه غيظا الثاني ..و جاءت الايام و راحت الايام و مع نيدو صرنا كبار و اصبح للاولاد مستقبل باهرفالاول صار طاغية و تحول الثاني سفاح  مدن وعاثا فسادا في الارض الى ان فرقهما حب السلطة فسرق الثاني ما سرق وغادر الى الخارج مهزوما من غير عودة و تفرفرد الطاغية بحكم البلاد ووضع قدميه على كل العباد الى ان دنت ساعته فجمع اثنين من اولاده و اراد ان  يختار خليفتهبنوع من الاختبار فاخرج من درج مكتبه قلم رصاص و اعطاه لكل واحد منهما و امر ان يحاولا كسره ففعلا ذلك بسهولة ..ثم اخرج مجموعة كبيرة من اقلام الرصاص و طلب من الابن الاغلظ ان يحاول كسرها متذكرا نتيجة الامر في ماضيه  لكن الابن الاغلظ امسك الحزمة بغضب و كسر اغلبها بيديه و دعس على الباقي بقدميه الى ان فتتها ..فقطب الطاغية جبينه و صمت لبرهة ثم طلب من الابن الاطول محاولة كسرها كلها في وقت واحد فامسكها ثم بدء  يتكلم ويخطب ويشوبر بيديه و يشرح مما يصتع قلم الرصاص و الاهمية الاقليميةو الانتاجية و محاربة الفساد و عجلة الاصلاح و مسيرة التقدم وممانعة الصهيونية و مقاومة المؤامرة و حليب الاطفال و في خلال هذا الخطاب كان قد استطاع ان ينقل يديه و الاقلام وراء ظهره و يكسرها واحد تلو الاخر  مستغلا ارتفاع صوت خطابه ليغطي على صوت تكسر الاقلام و لكن الطاغية الفذ كان يعلم ما يحدث و يهز راسه معجبا بابنه  الذي استطاع ان يغطي تعابير وجه بالوداعة و السماحة بينما كان يفعل ما يفعله بالاقلام بكل قسوة و في الخفاء و عندما انتهى خطابه كانت الاقلام بين يديه كلها قد كسرت فقال الطاغية له : انت انت بايعناك.. فابتسم طولان.. ثم ضحك طولان..ثم قهقه طولان و قهقه معه الحاضرون ثم اردف الطاغية : و طول ما اخوك هالحيوان معك لا تخاف قرد !!